الحرب الإسرائيلية- الإيرانية: مواجهة مفتوحة إلى أبعد الحدود
الحرب الإسرائيلية- الإيرانية: مواجهة مفتوحة إلى أبعد الحدود
تشهد المنطقة واحدة من أخطر مراحل التصعيد العسكري منذ عقود، بعد أن انتقلت المواجهة بين إسرائيل وإيران من التوتّرات غير المباشرة إلى حرب مفتوحة تُرسم خطوطها بالنار، وتُحدّد معالمها وفق توازنات قوى إقليميّة ودوليّة معقدة.
لطالما نظرت إسرائيل إلى إيران كتهديدٍ استراتيجيٍ وجودي، ليس فقط بسبب مشروعها النووي، بل أيضاً بسبب تمدّد نفوذها الإقليمي عبر حلفاء مثل "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق و"أنصار الله" في اليمن. وترى تل أبيب أن امتلاك إيران للسلاح النووي يعني نهاية ما تسمّيه "ميزان الردع"، لذلك قرّرت في هذه المرحلة الانتقال من سياسة "الاحتواء والردع" إلى سياسة "الاستباق والحسم".
ولم يكن القصف الإسرائيلي الأخير داخل العمق الإيراني مجرّد رد، بل إعلاناً واضحاً بأن طهران لم تعد محميّة خلف خطوط الجغرافيا، وأن إسرائيل مستعدّة للمخاطرة إذا تعلّق الأمر بإزالة التهديد النووي من جذوره.
على الضفة الأخرى، تعاملت إيران مع الهجمات الإسرائيلية بوصفها تأكيداً على ما كانت تحذّر منه دائماً: أن إسرائيل دولة معتدية، مدعومة من الغرب، لا تريد استقرار المنطقة. وجاء الرد الإيراني غير مسبوق، سواء من حيث الحجم أو الجرأة، إذ أطلقت طهران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتّجاه الأراضي الإسرائيلية، في تطوّر اعتبره البعض "نقطة تحوّل تاريخية" في قواعد الاشتباك، خاصة وأنه ولأوّل مرة منذ تأسيس الدولة العبرية عام 1948، تتعرّض المدن الإسرائيلية لهجوم عسكري مباشر من دولة إقليميّة مثل إيران. فالهجمات السابقة، سواء من "حزب الله" أو "حماس"، ظلّت محصورة ضمن نطاق الحروب غير المتكافئة.
أما الآن، فقد تمكّنت إيران من تجاوز كل الخطوط الحمراء، ووصلت صواريخها وطائراتها المسيّرة إلى العمق الإسرائيلي.
بالرغم من كل هذا التصعيد، يبدو أن إسرائيل لم تلجأ بعد إلى استخدام كامل قوتّها العسكرية، بل تعتمد استراتيجية تصعيد تدريجي. وهي ربما تختبر حدود الصبر الإيراني، وتُراهن على تفكّك التحالفات الإقليميّة الداعمة لطهران. كما أن تل أبيب تنتظر موقفاً حاسماً من الإدارة الأميركيّة، التي بالرغم من دعمها العلني لإسرائيل، لا تزال متردّدة في الانخراط المباشر في الحرب خشية انفجار إقليمي واسع، وهي تُراهن على أن التصعيد المستمر سيُجبر واشنطن على الانخراط إما سياسياً أو عسكرياً، في حال خرجت المواجهة عن السيطرة.
في المقابل، تراهن إيران على شبكة تحالفاتها الإقليميّة والدوليّة. كما تعتمد على بُعد إيديولوجي عميق في خطابها العسكري، فتُقدّم الصراع بوصفه مواجهة بين الحق والباطل، وتُعبّئ جمهورها داخلياً وخارجياً حول شعار "النصر الإلهي"، الذي لطالما شكّل محوراً رئيسياً في عقيدتها العسكرية والإعلامية.
من ناحية أخرى، لا تمتلك إيران سلاحاً نووياً حتى الآن بالرغم من أنها قادرة على تطويره. بالمقابل تمتلك اسرائيل السلاح النووي بالرغم من عدم اعترافها الرسمي بالأمر.
وعليه، تكون السيناريوهات المحتملة للحرب القائمة كالتالي:
- السيناريو الأول: تصعيد شامل وحرب إقليميّة مفتوحة، بحيث تفقد الأطراف قدرتها على ضبط النفس، وتتحوّل الضربات المتبادلة إلى حرب شاملة تستخدم فيها الأسلحة المدمّرة وتمتدّ من الخليج إلى شرق المتوسط.
تستخدم إسرائيل كامل ترسانتها العسكرية، بما في ذلك القصف العنيف لمواقع نووية وعسكرية داخل إيران. وتردّ إيران بصواريخ بعيدة المدى، وتفتح جبهات متعدّدة عبر انصارها في الدول المجاورة. وإزاء هذه الظروف، تدخل الولايات المتحدة مباشرة للدفاع عن مصالحها وحلفائها.
- السيناريو الثاني: احتواء الحرب في نطاق محدود، فبالرغم من ارتفاع حدّة العمليات، تبقى ضمن "حدود الاشتباك المحسوبة"، أي ضربات دقيقة ومحدودة، مع تجنّب توجيه ضربات كارثية قد تؤدي إلى حرب شاملة. فتستمرّ إسرائيل في قصف منشآت نووية ومراكز قيادة داخل إيران. وتردّ إيران بواسطة صواريخ ومسيّرات من أراضيها، لكن مع توازن بين الردع والتصعيد. اما الولايات المتحدة الاميركية، فتضغط ديبلوماسياً لضبط النفس وتمنع انفلات الأمور.
-السيناريو الثالث: إبرام صفقة دولية ووقف إطلاق نار مشروط، بقيادة قوى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، لإبرام صفقة شاملة تُجمّد الحرب. وعليه، توافق إيران على تهدئة مقابل ضمانات دولية بعدم ضرب منشآتها النووية مجدداً، وتوقف إسرائيل هجماتها العسكرية بشرط تجميد تخصيب اليورانيوم، وقد يُبرم اتفاق جديد بديل عن اتفاق 2015 يتعلّق بالملفّ النووي الإيراني وملفّ الصواريخ الباليستيّة الإيرانيّة ومسألة الأذرع الإيرانيّة في المنطقة.
ختاماً، إن الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الراهنة ليست مجرّد مواجهة عسكرية، بل هي لحظة فاصلة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وإن إخطر ما فيها أنها حرب لا يملك أحد السيطرة على مآلاتها.
د. ريما داغر

هذا الرجل الذي حباه الله من الهمّة ما يعادل امة ،كم سنفتقد وجوده بيننا في مجالس الفكر والأدب والامسيات! ولكم نظّم من مجالس وادار من لقاءات وواكب كلَّ جديد يصدر وكل ناشيء يبحث عن مشجّع أو عن منبر. حنينا ابي نادر وجه مضيء من وجوه قضاء البترون وقلب ناصع وابتسامة لا تفارق الوجه ولاتمحى من وجوه عارفيه درجنا في "الدوق" بلدتنا المجاورة لبلدته "عبدللي" على التلاقي والسمر في المسايا ولطالما كنا نلتقيه عند اقارب او يزور بيتنا ويسال والدي أن يسمعَه قصائده الجديدة. وكذلك نشات صداقة بيننا وكنا نستانس بحضوره المحبّب ووجهه الرضي. "حنينا ابي نادر" تلك القامة السمهرية وذاك القلب الشفاف، عرفناه يتعاطف مع كل الناس ويحنو على المتعبين ويشارك في الافراح والأتراح ولطالما أرّقته هموم لبنان وازماته! ثم كانت مرحلة بيروت وكان قد اسس "مجلس الفكر" فبتنا نتردّد على ذاك المجلس ونشارك في الندوات ونتواصل مع مرتاديه فتعززت اواصر كثيرة بين المثقفين بفضله وحصل تفاعل ثقافي واجتماعي وبدات مفاعيله تتوسع ورقعة اهتماماته بلغت المناطق والبلدات وحيث يستوجب توقيع كتاب او اطلاق ديوان شعر او ما سوى ذلك. حنينا ابي نادر شكّل بنشاطه حالة متفرّدة عجزت عن مثلها مؤسسة رسمية وبات ل"مجلس الفكر" دور رائد وللدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر مكانة مرموقة وعرفتها جلّ المنابر فكانت تلك النجمة المشعة في عوالم الفكر والنقد والكتابة. نسال الله ان يجزل عليه الرحمة والسعادة الابدية في الاخدار السماوية. نعزي انفسنا ولا يسعنا ان نلغي الحزن ما بين الضلوع. ولا بد من ذكر ما قاله "جبران " عن العطاء: "اعطى كما تعطي الريحانة في الوادي عطرها للنسيم " الرحمة لروحك والعزاء للاهل والاصدقاء جميعا. "مي اسد سمعان"

أعطى زياد الرحباني عددًا من الألحان الرائعة للفنانة الكبيرة فيروز، منها:'"سألوني الناس"، و"عا هدير البوسطة"، و"كيفك أنت"، و"عندي ثقة فيك"، و"عودك رنان"، و"قديش كان في ناس"، و"ايه في أمل"، و"الله كبير"، و"صباح ومسا"، و"سلملي عليه"، و"حبيتك تنسى النوم"، و"قصة صغيرة"، و"بتذكرك بالخريف"، و"كان غير شكل الزيتون"، و"كبيرة المزحة هاي"، و"تنذكر ما تنعاد"، و"تلفن عياش"، و"رح نبقى سوا"، و"داق خلقي يا صبي"، و"حبوا بعضن تركوا بعضن"، و"شو بخاف دق عليك"، و"وحدن بيبقوا"، و"ولا كيف"، و"زعلي طول أنا وياك"، و"عا موقف دارينا"، و"رفيقي صبحي الجيز". مروان داغر

يستذكر اللبنانيون يوميًا مصابهم الأليم، مع بروز أنياب الأزمة الاقتصادية التي أنهكتهم وأثقلت كاهلهم. يتنهدون بحسرة، داعين من الله الفرج القريب، وكأنهم قد ألفوا هذا الوضع المزري وفقدوا الأمل في استعادة حقوقهم وأموالهم. نحن الآن في عام 2025، ست سنوات مرّت منذ بداية الانهيار، من دون حسيب أو رقيب، ست سنوات قاسية على الجميع، وقاتلة على وجه الخصوص للشباب، أولئك المنتمين إلى جيل التسعينات. هذه الفترة من عمرهم، التي كان من المفترض أن تكون الأهم في حياتهم لتأسيس مستقبل أفضل، لامتلاك منزل أو عقار، للزواج وتكوين عائلة؛ سُرقت منهم أمام أعينهم. ففقد الكثير منهم الأمل حتى أبسط متطلبات الحياة الكريمة. انطبق عليهم المثل: "العين بصيرة واليد قصيرة". فكيف لهم، في ظل هذا الواقع المرير، أن يستمروا؟ وما تداعيات كل ذلك على مجتمع بأكمله؟ اللافت — والمؤلم — أن الكثيرين ممّن أعرفهم، لم يعودوا يرغبون في تكوين عائلة؛ لا لأنهم لا يريدون الحب أو الاستقرار، بل لأنهم عاجزون عن تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة… متطلبات مجتمع يضع أثقالاً فوق أثقال. ومتطلبات الفتيات — بعضهن لا يُلام — يُردن الأمان والاستقرار، فيبالغن في الطلب، فيطلبن ويطلبن ويطلبن، حتى تصبح أحلام الزواج عبئاً مستحيلاً. فمن الشباب من بقي بلا زواج، ومنهم من لجأ إلى حلول جزئية كالسفر، أو السكن بالإيجار، أو بحسب قولهم: "منعيش كل يوم بيومو". أليس في ذلك ظلم صارخ؟ أليس هذا دماراً ممنهجاً لجيل كامل؟ أي عائلات سنبني في المستقبل؟ أي أسر ستقوم في ظل هذا التفكك الاجتماعي والنفسي والاقتصادي؟ أين الدولة من كل هذا؟ أين بنك الإسكان؟ أين السياسات التي تحفظ حق هذا الجيل في العيش الكريم؟ أين الأمل؟ إننا لا نطلب المستحيل. نحن فقط نطلب أن نُمنَح الفرصة… فرصة لنعيش بكرامة، لنؤسس، لنبني، لنحب، لننمي. فرصة لنبقى في هذا الوطن الذي نحبه، رغم كل ما فعله بنا. المهندس أنطوني رزق

في قلب قضاء البترون في شمال لبنان، تتربّع بلدة بجدرفل على تلة خضراء على ارتفاع 418 مترًا عن سطح البحر، ويعود تاريخها وفق الشعار الرسمي إلى ما قبل الميلاد بـ2000 سنة، ما يجعلها من أقدم البلدات المأهولة في المنطقة. تعرف البلدة اليوم بأنها "بلدة الحب والسلام"، كما تشير اليافطة عند مدخلها، وتحمل رمز سفينة فينيقية، تأكيدًا على إرثها الحضاري العريق. موقعها الجغرافي والإداري: المحافظة: الشمال القضاء: البترون تبعد عن بيروت: 60 كلم تبعد عن طرابلس (مركز المحافظة): 34 كلم تبعد عن البترون (مركز القضاء): 7 كلم الارتفاع عن سطح البحر: 418 م الإحداثيات الجغرافية: 34.244162° شمالًا، 35.714572° شرقًا سكان البلدة: بحسب لوائح الناخبين الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية لعام 2014، يبلغ عدد الناخبين في بجدرفل 852 ناخباً، موزعين بالتساوي: إناث: 426 ذكور: 426 السكان يتحدرون من عائلات لبنانية متجذرة، معظمهم من الطائفة المارونية، وتتميّز البلدة بترابط اجتماعي قوي وتقاليد أصيلة. بجدرفل عبر التاريخ: تحمل بلدة بجدرفل في طياتها إرثًا عتيقًا، إذ تشير اليافطة الرسمية على مدخل البلدة إلى أنها مأهولة منذ 2000 سنة قبل الميلاد، أي في العصر البرونزي، ما يدل على أن موقعها الجغرافي كان مهمًا منذ القدم، إما كموقع زراعي أو كنقطة وصل ضمن شبكة التجارة الفينيقية. الرمز الأبرز في شعارها هو السفينة الفينيقية، رمز لحضارة تجارية بحرية امتدت على طول سواحل لبنان، مما يرجح ارتباط بجدرفل بالحضارة الفينيقية. الهوية البصرية والشعار السفينة الفينيقية: تدل على العراقة والانفتاح على العالم سعف الزيتون: رموز للسلام والحياة عبارة الترحيب: "Bienvenue au village de l’amour et de la paix" – قرية الحب والسلام المعالم والأنشطة كنيسة مار بندي ليمون وكنيسة مار نهرا: مراكز دينية واجتماعية تجمع أهل البلدة. أراضٍ زراعية عمرها مئات السنين: خصوصاً في زراعة الزيتون، التي تشكّل جزءًا من الهوية الاقتصادية للبلدة. بجدرفل ليست مجرد نقطة على خارطة الشمال، بل هي صفحة حية من تاريخ لبنان، وواحة هادئة تحتضن الماضي وتستقبل المستقبل. سواء أتيت لتكتشف آثارها، أو لتتذوق زيت زيتونها البلدي، أو لتعيش دفء علاقاتها الاجتماعية، فإنك ستخرج منها بذكرى لا تُنسى. شربل اسكندر

بدعوةٍ من الدكتور سايد درغام واللقاء الوطني: ندوة تكريميّة في ذكرى رحيل العميد ريمون إدّه دعا اللقاء الوطني (حركة فكريّة إنسانيّة) إلى ندوةٍ تكريميّةٍ إحياءً للذكرى السنويّة الخامسة والعشرين على رحيل العميد ريمون إدّه. عُقدت الندوة في قاعة البطريرك الياس الحويّك في ثانويّة راهبات العائلة المقدّسة (مار يوسف) – جبيل، وسط حضورٍ حاشد. أدار الندوة كلّ من الدكتور طوني ضوّ وشربل خوري. قدّم للندوة الدكتور طوني ضوّ، الذي أشاد بمناقب العميد إدّه ومواقفه وخياراته السياسيّة والوطنيّة. وكانت كلمة الافتتاح للدكتور سايد درغام (عن اللقاء الوطني)، قدّم فيها وصفاً دقيقاً وموضوعيّاً للعميد إدّه كشخصٍ استثنائيٍّ وكنهجٍ سياسيٍّ متجرّد، وكتوجّهٍ وطنيٍّ فريد. ثمّ عُرض فيلم وثائقيّ عن سيرة حياة العميد ريمون إدّه حتّى وفاته عام 2000 في المنفى الفرنسي وعودته إلى مثواه الأخير في تراب بلاد الأرز. وقد ألقى المؤرّخ الدكتور ألكسندر أبي يونس كلمةً عرض فيها لمزايا إدّه وما فرّقه عن غيره من السياسيّين. ثمّ ألقى نقيب محرّري الصحافة اللبنانيّة جوزف القصّيفي كلمةً معبّرةً عن افتخار اللبنانيّين (من مختلف الأجيال وفي جميع المراحل) بشخصيّة العميد ريمون إدّه. كما كانت كلمة مهمّة لرئيس المجلس الدستوري السابق الدكتور عصام سليمان، فصّل فيها مسيرة العميد إدّه في السياسة اللبنانيّة وعرض للخطوات الجريئة وغير المسبوقة التي كان يتّخذها إدّه، عندما كان في السلطة أو في المعارضة، في الوطن أو في المنفى. وقدّم الوزير السابق عدنان السيّد حسين رأياً سديداً في العميد إدّه، ملاحظاً انّه علامة فارقة في مسار الحكم بلبنان.

بقلم: مروان داغر يبدو أن هناك خطة أمنية تلوح في الأفق وسط ضغوط لنزع السلاح وتهديدات بالحرب والحصار تواجه لبنان. ففي ظل حكومة نواف سلام، تسود مرحلة مفصلية مع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، الذي يهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة، خاصةً سحب سلاح "حزب الله" من جنوب نهر الليطاني وسلاح المخيمات الفلسطينية. هذه المهمة، التي تقع على عاتق الجيش اللبناني، محفوفة بالتحديات، حتى مع وجود دعم سياسي نسبي. لكن فشل الدولة في تحقيق هذا الهدف قد يعيد شبح الحرب الإسرائيلية والحصار الأمريكي، مما يضع لبنان أمام خيارات مصيرية. تصب الضغوط الدوليةفي خانة نزع السلاح كشرط للاستقرار منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، بحيث كثّفت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الضغط على لبنان لتطبيق قرار 1701، الذي ينص على نزع سلاح الجماعات المسلحة جنوب الليطاني وتوسيع سيطرة الجيش اللبناني واليونيفيل. وفي مايو 2025، أفادت مصادر أن الجيش اللبناني - بدعم من معلومات استخباراتية إسرائيلية عبر واشنطن - نجح في تفكيك حوالي 90% من البنية العسكرية لـ"حزب الله" في الجنوب. الرئيس نواف سلام - من جهته - وفي أول تصريح له بعد تكليفه، أكد التزامه بـ"بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية"، مشددًا على تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1701. وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" في يناير 2025، أشار سلام إلى أن حكومته تسعى لاستعادة ثقة العالم العربي بلبنان، معربًا عن أمله في جذب استثمارات عربية لإنعاش الاقتصاد. لكن "حزب الله" لا زال يرفض التخلي عن سلاحه، معتبرًا أن "المقاومة" ضرورية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية. وفي مايو 2025، أفادت مصادر أن النائب محمد رعد، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، أكد خلال لقاء مع الرئيس جوزيف عون أن الحزب منفتح على مناقشة "الاستراتيجية الدفاعية" بعد انسحاب إسرائيلي كامل، لكنه رفض نزع السلاح في الوقت الحاضر. أما ملف السلاح الفلسطيني فهو عقدة إضافية؛ إذ أن هذا الملف يشكل تحديًا آخر. ففي تقرير نشرته "الشرق الأوسط" في أبريل 2025 أشار إلى أن الضغوط الدولية لنزع السلاح غير الشرعي وضعت هذا الملف في صدارة الأولويات. وتشير تقديرات إلى أن 90% من الأسلحة في المخيمات هي أسلحة فردية، لكن هناك مخازن تحتوي على صواريخ ثقيلة. في هذا السياق؛ قام الجيش اللبناني بإبلاغ الفصائل الفلسطينية في مايو 2025 بموعد نهائي في يونيو لتسليم السلاح، بدءًا من مخيمات بيروت (شاتيلا، برج البراجنة، مار إلياس)، مع خطة لاحقة لمخيمات الجنوب، خاصة عين الحلوة. رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أبدى في مايو 2025 دعمه لتسليم السلاح ضمن خطة أمنية واضحة، مع التأكيد على رفض التوطين وحق العودة. لكن مصادر فلسطينية حذرت من أن توقيت هذا الملف قد يكون محاولة لصرف الأنظار عن سلاح "حزب الله"، مع اتهامات باستخدام السلاح الفلسطيني كـ"درع سياسي". إلى ذلك هناك تحديات الجيش اللبناني؛ بما يشبه المهمة شبه المستحيلة؟ فالجيش اللبناني، رغم نجاحه في تفكيك معظم البنية العسكرية لـ"حزب الله" جنوب الليطاني، إلا أنه يواجه عقبات كبيرة. إذ إن نزع السلاح بشكل كامل يتطلب توافقًا سياسيًا داخليًا، وهو أمر صعب في ظل امتناع "حزب الله" وحركة أمل عن دعم حكومة سلام. الرئيس جوزيف عون أشار في أبريل 2025 إلى أن نزع السلاح "حساس" ويحتاج إلى ظروف مواتية، مما يعكس تعقيد المهمة. وفيما خص المخيمات الفلسطينية، فإن دخول الجيش إليها يبقى أمرا شائكًا، حيث يقتصر وجوده على المداخل. مصادر فلسطينية شددت على ضرورة وجود "غطاء أمني لبناني" لمعالجة السلاح المتفلت دون استخدام القوة، وذلك لتجنب التوترات الطائفية. هنا نسأل: ما البديل؟ وهل البدديل؟ وهل البديل مرعب؟ هل هناك سيناريو كالتالي: - عودة الحرب والحصار. - فشل حكومة سلام في نزع السلاح ما سيؤدي إلى تصعيد إسرائيلي. ثمة تقارير إسرائيلية في مايو 2025 أشارت إلى إعادة هيكلة قوات لواء الجليل تحسبًا لأي خرق من "حزب الله". وإن الغارات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب، رغم الاتفاق، تُعتبر رسائل ضغط لتسريع تنفيذ القرار 1701. من جهة أخرى، الولايات المتحدة، التي منعت إسرائيل في أكتوبر 2024 من تحويل لبنان إلى "غزة أخرى"، قد تفرض حصارًا اقتصاديًا جديدًا إذا لم يتحقق تقدم في نزع السلاح. هذا الحصار قد يفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث يعيش 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقًا للأمم المتحدة. بالخاتمة؛ حكومة سلام أمام اختبار تاريخي! فهذه الحكومة التي وُصفت بـ"حكومة المهمة"، تواجه خضّة أمنية لا مفر منها. الإصلاحات التي وعد بها سلام، بما في ذلك حصر السلاح بيد الدولة وإعادة بناء الثقة مع الداخل والخارج، تعتمد على قدرته على تحقيق توافق سياسي وتجنب المواجهات. لكن فشل هذه الخطوة قد يعيد لبنان إلى دوامة الحرب والحصار، بينما نجاحها قد يمثل نقطة تحول نحو استعادة السيادة الوطنية. السؤال الملح: هل تستطيع حكومة سلام تحقيق ما عجزت عنه حكومات سابقة؟

د. فاتن الحاج حسن منذ سنوات طويلة ذهبت برفقة أهلي إلى البترون؛ وكانت تلك المرة الأولى وعهدي الأول بالبترون. كانت تلك الزيارة فاتحة لزيارات لاحقة كأنها سلسلة لا يمكن إيقافها؛ فقد ثابرت على زيارة هذه المدينة الرائعة فصلا بعد فصل وسنة بعد أخرى؛ قاصدة معالمها الأثرية الجميلة مثل قلعة المسيلحة الرابضة وسط مشهد طبيعي خلاب أو السور الفينيقي البحري الذي يجاور كنيسة سيدة البحار أو الميناء الشهير المحاذي لكاندرائية مار إسطفان؛ إلى المجمعات البحرية والفنادق كسان ستيفانو والصواري وغير ذلك الكثير من الروائع. ومع مرور الزمن لاحظت التقدم الملحوظ والمتواصل في البنى التجارية والسياحية والسكنية لهذه المدينة حتى باتت من أكثر المدن اكتظاظا ومقصدا للزوار والسياح. فاليوم تعج البترون بالسياح إن كانوا من زوار الشواطئ والمجمعات البحرية أم من رواد الحياة الليلية. فمئات المطاعم والمقاهي تتوزع البترون في كل ناحية وحي؛ وأينما التفت الزائر يجد ما يرضيه. فجولة. مشيا على الأقدام في البترون؛ لا تقل سحرا عن جولة في أرقى المدن الأوروبية التي تتقن السياحة وتتفنن في الخدمات. MAY 31, 2025 | بقلم د. فاتن الحاج حسن

بقلم: د. ريما داغر في مشهد يعكس تعقيدات الواقع اللبناني أكثر مما يقدّم صورة عن حيويّة ديمقراطية فعلية، مرّت الانتخابات البلدية والاختيارية لعام 2025 بسرعة واختصار، كما بدأت، وسط التباسات لوجستيّة وأمنيّة وسياسيّة، وأصداء باهتة خلت من الحماسة المعتادة. من دون ضجيج يذكر، جرى الاستحقاق بعد تأجيل دام لسنوات، ليعيد خلط الأوراق السياسية ويطلق صفّارات الإنذار لبعض القوى التي كانت تراهن على "موت" الشارع. في بلدٍ أنهكته الأزمات، بدت هذه الانتخابات وكأنها تمرين ديمقراطي شكليّ من جهة، واختبار تموضع حقيقي من جهة أخرى. فالحدث الانتخابي الذي شمل 1064 بلدية، جرى في ظلّ تحديات أمنية متفاقمة على وقع العدوان الإسرائيلي المستمرّ، وضمن فترة زمنيّة قصيرة للحكومة الوليدة برئاسة نواف سلام، التي نُظر إلى تنظيمها لهذا الاستحقاق كمكسب سياسيّ في ذاته. وبالرغم من الإخفاقات اللوجستية الواضحة، خصوصاً لناحية ضعف تأهيل رؤساء الأقلام، والإرباك الإداري الواسع، بدا أن وزارة الداخلية نجحت، وفق مراقبين، في عبور الاستحقاق بأقلّ الأضرار ، بل واستطاعت الحكومة أن تكسب الرهان وتفرض تنفيذ الانتخابات، بالرغم من احتقان سياسي وطائفي بلغ ذروته. لكن، وكما في كلّ استحقاق لبناني، تبقى الأسئلة الأهم: من ربح؟ من خسر؟ وماذا تقول هذه النتائج عن الانتخابات النيابية المنتظرة في 2026؟ المال الانتخابي... الزائر الحاضر شهدت الانتخابات البلدية اللبنانية استمراراً لظاهرة المال الانتخابي، التي لطالما أثرت على نزاهة الديمقراطية في البلاد. وعلى رغم الجهود المبذولة لضمان شفافية الانتخابات، إلا أن المال الانتخابي بقي حاضراً بقوة، خاصة في المناطق ذات التنافس السياسي الحاد. فقد كانت الانتخابات ساحة لتأثير المال الانتخابي بشكلٍ ملحوظ، حيث أُشير إلى أن المال كان العامل الحاسم في نتائج العديد من البلديات. والمؤسف أن السخاء المالي الذي شهدته بعض الحملات الانتخابية لا ينعكس كالعادة، على المشاريع الإنمائية بعد الانتخابات. الأحزاب التقليدية... العودة إلى المشهد بقوّة بعيداً عن الإنجاز التنظيمي، تُظهر نتائج الانتخابات مشهداً سياسياً صلباً لصالح الأحزاب التقليدية. لا بل يمكن القول إنّ هذه الانتخابات شكّلت لحظة استعادة للنفَس السياسي لأغلب هذه القوى، في أعقاب انتكاسات شعبية شهدتها في السنوات الماضية، منذ انتفاضة 17 تشرين وما تلاها من صعود لما سُمّي بـ"قوى التغيير". في بيروت، وهي المدينة التي لطالما كانت ساحةً للتجاذب السياسي، شكّل التحالف الواسع في لائحة "بيروت بتجمعنا" نموذجاً استثنائياً، جمع أطرافاً من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من "حزب الله" إلى "القوات اللبنانية"، مروراً بالكتائب والأحباش والتيار الوطني الحر. هذا التحالف استطاع أن يحقق فوزاً ، لكنّه فتح الباب أمام تساؤلات عن جدوى التحالفات "غير الطبيعي" في مدينة ذات هوية دقيقة التوازن. أما زحلة، فشهدت ما يشبه "تسونامي" انتخابي لصالح "القوات اللبنانية"، التي كسرت الطوق السياسي والتحالفي الذي أحاط بها، وحققت فوزاً كاسحاً في وجه ائتلاف ضم خصومها التقليديين والمفترضين. واللافت أنّ هذا الفوز لم يأتِ فقط من جمهورها الثابت، بل من قدرة تنظيمية سمحت لها بتعبئة الشارع، وتقديم خطاب انتخابي جاذب وواضح. في جبل لبنان، احتدمت المنافسة داخل البيئة المسيحيّة، حيث تبادلت "القوات" و"التيار الوطني الحر" الانتصارات والخسارات في مدن رمزية كجونية وجبيل والجديدة، ما عكس نوعاً من الثنائية السياسية الواضحة، وأعاد رسم خطوط النفوذ التقليدي، وإن بصيغ متجددة. أما على الساحة الدرزية، فقد حافظ "الحزب التقدمي الاشتراكي" على موقعه المتقدم، مستفيداً من تفاهم ضمني مع خصمه التقليدي "الحزب الديمقراطي اللبناني"، على رغم بعض الخروقات المحدودة في قرى محسوبة تاريخياً على المختارة. في المقابل، لا تزال الساحة السنّية تعاني من فراغ القيادة بعد تعليق تيار "المستقبل" نشاطه السياسي، ما أنتج مشهداً مشتّتاً عبّرت عنه نسب اقتراع متدنيّة، ونتائج انتخابية غير حاسمة، باستثناء بعض الاختراقات التي سجلها النائب فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية. انتخابات الشمال: نسبة مشاركة متوسطة ومعارك انتخابية حاميّة في طرابلس، التي سُجّلت واحدة من أبرز المعارك الانتخابية، حيث تنافست ثلاث لوائح أساسية على 24 مقعداً، مع خروقات متبادلة بينها. أما في زغرتا، فقد أثبتت القوى التقليدية حضورها الواسع، لا سيّما في مواجهة داخلية بين التيارات المسيحيّة، كما شهدت أقضية عكار وزغرتا والكورة تنافساً بين تحالفات متعددة ضمّت أحزاباً تقليدية وقوى محلية، مع تسجيل اختراقات لافتة في بعض البلدات. في القرى السنيّة بعكار، أدّى غياب بعض القوى السياسية الكبرى إلى احتدام المنافسات المحلية بين العائلات والنواب، فيما شهدت مناطق مسيحيّة أخرى معارك بين تحالفات ذات طابع سياسي واضح، دون أن تغيب الحسابات المحلية عنها. سُجّل أيضاً تفاوت في نسب المشاركة يعود جزئياً إلى فوز 95 بلدية بالتزكية، منها 51 في عكار، وهو ما أثر على نسبة المقترعين الفعلية. كما ظهرت تحديات على مستوى التنظيم، وسط تقصير رسمي في تدريب المندوبين وتثقيف الناخبين، إضافة إلى غياب البلديات في عدد من القرى الصغيرة. عرفت بعض بلدات البترون، تحالفاً ثلاثيّاً ضمّ حزب "الكتائب اللبنانية" و"القوات اللبنانية" ومجد حرب (نجل النائب السابق بطرس حرب)، وهو تحالف أعاد إلى الأذهان تموضعات قوى "14 آذار". وقد سعى هذا التحالف إلى تقديم نفسه كقوة موحدة في مواجهة خصومه التقليديين، ولا سيّما "التيار الوطني الحر" وحلفائه. نجح هذا التحالف ولكنّه لم يُترجم فعلياً في كل بلدات القضاء، ما يدل على أن الطابع المحلي لا تزال له الكلمة الفصل في المعارك البلدية، حيث تتقدّم الاعتبارات العائلية والمصلحية على الانقسامات السياسية التقليدية. ولكن الثابت في البترون، هو استمرار حضور القوى السياسيّة الأساسيّة من كلا المحورين، وإن بتفاوت في الحجم من بلدة إلى أخرى. أما المتغير، فهو قابلية هذه القوى على التحالف أو التراجع بحسب ميزان القوى المحلي، وهو ما يجعل من الانتخابات البلدية مرآة دقيقة لواقع اجتماعي متحرّك أكثر منه سياسي جامد. الثنائي الشيعي: تزكية تثبيت النفوذ في الجنوب والضاحية والبقاع، ساد نهج "التزكية" كتعبيرٍ عن وحدة الصف داخل الثنائي الشيعي، مع تفادي المعارك الداخلية، والتأكيد على الامتداد الشعبي والسياسي لتحالف "حزب الله" و"حركة أمل". وقد بلغت عدد البلديات التي فازت بالتزكية نحو 95 بلدية، في مشهد يُقصد منه إظهار الاستقرار والتماسك، لا سيما على خلفية التصعيد الإسرائيلي والاضطرابات الإقليمية. وفي رسائل انتخابية واضحة، عبّر الشارع الشيعي عن تمسّكه بمحوره السياسي والعسكري، إذ لم تسجَّل اختراقات تُذكر في القرى والبلدات الأساسيّة، باستثناء بعض المحاولات الهامشية للتغيير. المجتمع المدني وقوى التغيير: الخسارة الكبرى في بيروت كما في سائر المناطق، بدت قوى "التغيير" ومجموعات المجتمع المدني في موقع دفاعي هش. فشل لائحة "بيروت مدينتي" في تحقيق أي اختراق يُذكَر أعاد طرح علامات استفهام كبرى حول مصير "الظاهرة التغييرية"، التي كانت قبل سنوات فقط تُمثّل أملاً بالخروج من جمود الاستقطاب الطائفي والحزبي. ويبدو أن تجربة نواب التغيير في البرلمان منذ 2022، والتي شابها خلافات داخلية وعجز عن إنتاج تشريعات أو مواقف موحدة، تركت أثراً سلبياً على جمهورها، ما تسبّب بخيبة أمل وانكفاء شعبي. بين البلدي والنيابي: قراءة في دلالات الأرقام على الرغم من اختلاف النظامين البلدي والنيابي من حيث الصلاحيات والتحالفات، فإنّ ما جرى يمكن أن يُعدّ "بروفة سياسية" لما ينتظر لبنان في ربيع 2026. من الواضح أن الأحزاب التقليدية باتت أكثر تنظيماً، وأشدّ حضوراً في الشارع، بعد أن استوعبت صدمة "17 تشرين"، وصحّحت بعض اختلالاتها البنيوية. لكن الأكيد أن الانتخابات المقبلة لن تكون مجرّد تكرار لنتائج 2025، إذ إنّ التحالفات الهجينة التي أنتجتها اللوائح البلدية قد لا تصمد في معركة نيابية أكثر حدة واستقطاباً. فـ"بيروت بتجمعنا"، مثلاً، لن تكون لائحة واحدة في أي دائرة نيابيّة. والكتلة الشعبية التي خاضت مع "القوات" معركة قاسية في زحلة، قد تجد نفسها شريكة في تحالفات لوائح معها، أو ضدها. خلاصة أوليّة: كلهم "رابحون"؟! في لبنان، كما هي العادة، الكلّ يُعلن فوزه. لكن الحقائق على الأرض تُشير إلى مكاسب وخسائر متفاوتة، تعيد رسم ملامح التوازن السياسي. وإذا كانت الأحزاب التقليدية قد استرجعت بعض من قوتها، فإنّ قوى التغيير مطالبة اليوم، وبإلحاح، بإجراء مراجعة قاسية لتجربتها، وإلّا فإنّ الانتخابات النيابية المقبلة ستكون بمثابة ضربة قاضية لمشروعها. وفي الانتظار، يبدو أنّ "النبض الشعبي" لا يزال حائراً، والمال الانتخابي لا يزال نشطاً، بينما بقيت دعوات "المواطنة" والتغيير أسيرة الانقسامات والتنظير، في بلدٍ لا يزال بحاجة إلى عملٍ دؤوب لإعادة هيكليّته واسترجاع هويّته والتمتّع بسيادته! 29 May 2025 | بقلم: د. ريما داغر