مقابلات
INTERVIEWS

هبة الملك… حين يغني المزاج اللبناني بصوتٍ واحد
في بلادٍ يتقن ناسها الغضب مثلما يتقنون الفرح، وتشتبك فيها الضحكة بالدمعة، ولدت “مزاجية”.
لم تكن أغنية فقط، بل كانت حالة… نبضًا عاطفيًا يحمل كل تناقضاتنا كلبنانيين، وكل مزاجنا المتقلب الجميل.
وفي قلب هذه الحالة، تقف هبة الملك. لا تحاول أن تُشبه أحدًا، ولا تسعى لإرضاء أحد. تغني لأن في صوتها قصة، وفي حنجرتها جذور. كل نغمة عندها تحمل رائحة تراب، وكل كلمة كأنها خارجة من قلب جبلٍ يعرف كيف يُخاطب الناس بلغتهم.
هبة ليست فنانة عادية. هي امرأة مزاجية، كما تقول عن نفسها. تُحبّ أن تقول الحقيقة كما هي، أن تغنّي كما تشعر، وأن تبني أغنيتها من نبض الشارع لا من هوى السوق. ولهذا، حين أطلقت “مزاجية”، لم تكن تحتاج إلى حملات إعلانية ضخمة أو كلمات مزيّنة. الأغنية مشيت وحدها… بل ركضت!
في أيام قليلة، أصبحت من الأكثر تداولًا على تيك توك، ثم على منصات أخرى. لم تغنِ فقط، بل أصبحت صوتًا لنساء كثيرات، ورجال أيضًا، ممن وجدوا أنفسهم في تلك الكلمات التي تشبههم، في اللحن الذي يتمايل معهم، وفي الأداء الذي لا يدّعي شيئًا… بل يروي شيئًا.
ولأن الفن الشعبي عند هبة ليس مجرد قالب فولكلوري، بل تراث حيّ تُعيد اختراعه، صارت تُغنّي كمن يُخيط ثوبًا جديدًا من قماش قديم، دون أن يقطعه أو يمزّقه. هي تعرف أن القوة ليست في الصراخ، بل في الصدق… وأن المحافظة على الهويّة لا تعني الجمود، بل التنفّس بطريقتنا.
هبة صعدت إلى المسرح في دبي كما صعدت إلى قلوب الناس: من دون استئذان، ولكن بكل احترام. غنّت، رقصت، تركت المكان ممتلئًا بالحياة، ومضت… كما تفعل عادة.
“مزاجية” اليوم ليست فقط عنوان أغنية. إنها تعريف جديد لفنانة استطاعت أن تُعيد للأغنية اللبنانية الشعبية رونقها… لا بحنينٍ باهت، بل بذكاء، وجرأة، وحبّ.
وهبة الملك؟
ما زالت تمشي على الحافة… حيث يلتقي التراث بالحداثة، وحيث لا صوت يعلو إلا المزاج اللبناني.!
فريال موسى
الدكتور جورج حرب: من حبّ تنورين إلى حلم تمثيل البترون... السياسة هي وسيلة للإنماء الحقيقي
بين مهنة الطب وشغف الإنماء، وبين مرابع البلدة ومدرجات الجامعة، ينسج الدكتور جورج حرب مسيرةً غنية بالتفاصيل.
فهو طبيب عيون وأستاذ جامعي ورئيس ناد رياضي، حمل تنورين في قلبه منذ الطفولة، وسعى إلى تحويل هذا الحب إلى خطوات عمليّة نحو التنمية.
في هذا الحوار، يتحدث الدكتور جورج وليد حرب عن جذوره، عن بداية ارتباطه بالعمل العام وعن رؤيته السياسيّة والإنمائيّة التي قد تقوده قريبًا إلى الترشح عن دائرة البترون النيابية، باسم التيار الوطني الحر.
تنورين ليست فقط مسقط رأس العائلة بالنسبة إلى الدكتور جورج حرب، بل هي نقطة الانطلاق ومركز الانتماء الأصيل.
وُلد في فرنسا حيث كان والده يتخصّص في الطب، وعاد إلى لبنان طفلاً لم يتجاوز السنتين. تربّى على الشغف ببلدته والانخراط في قضاياها؛ متأثرا في ذلك بوالده وجدّه، وتحوّل هذا الشغف إلى مسار عملي لخدمة الناس إن في الطب، أو التعليم، أو العمل الاجتماعي والرياضي.
يستذكر الدكتور حرب طفولته فيقول: "كنا نذهب إلى تنورين كل نهاية أسبوع، وفي الصيف كنا نقضي معظم الوقت فيها. وقد زرع جدي ووالدي في داخلي حس المسؤولية على قاعدة أهميّة أن يعطي الإنسان بلدته، وهذا ما حاولت فعله".
بعد تخصّصه في طب العيون، بدأ الدكتور جورج العمل في التعليم الجامعي والعمل الطبي في مستشفيات عدّة، من بينها مستشفى تنورين الحكومي. لكنه لم يكتفِ بذلك، فأسّس مع مجموعة من شباب المنطقة جمعية "نحن تنروين" "We Are Tannourine" التي قامت بنشاطات بيئية، ثقافية وطبية؛ ثم أسّس لاحقًا نادي "أرز تنورين" الرياضي عام 2019، الذي شكّل منصّة أوسع للإنماء في البلدة.
ويضيف الدكتور حرب: "بدأنا بفريق كرة سلة؛ واليوم نحن في الدرجة الثانية.
والهدف لم يكن الرياضة فقط، بل رفع اسم تنورين عالياً وتقديم خدمات ملموسة للمنطقة".
إذن فإن رؤية الدكتور حرب حرب تتعدى تنورين إلى قضاء البترون ككلّ، وهو يرى أن العمل الإنمائي لا ينفصل عن العمل السياسي. "فالسياسة تفتح لك أبواب القرار، ومن خلالها تستطيع أن تطوّر وتخدم بشكل أوسع"؛ كما يؤكد على إيمانه بأن العمل السياسي المنظّم من خلال الأحزاب هو السبيل الحقيقي لتحقيق التغيير.
اختار الانتساب إلى التيار الوطني الحر، وبدأ بنشاطه الحزبي الفعلي في الانتخابات البلدية بتنورين عام 2016.
ومنذ ذلك الحين، ازداد مشاركته والتزامه. وفي هذا الشأن يقول: "اخترت التيار لأنه الأقرب إلى أفكاري، ولأنني رأيت فيه اهتماما وعملاً إنمائيًا حقيقيًا وليس فقط شعارات سياسية".
ويشير الدكتور جورج إلى عدد من المشاريع التي ساهم بها التيار في المنطقة، أبرزها توسيع شبكة الطرقات، ومنها طريق البترون – تنورين – بشري، التي اختصرت مسافة ووقت التنقل وساهمت في تحسين حياة السكان اليوميّة.
أما عن رؤيته للمرحلة القادمة، فيؤكد حرب على أن الإنماء يبدأ بالبنية التحتية الأساسية: "يجب أن نؤمن المياه، الكهرباء، الاتصالات، والصرف الصحي، حتى نتمكن من جذب الخدمات والاستثمارات وخلق فرص عمل".
وبالرغم من تداول اسمه كمرشّح محتمل للنيابة عن التيار في البترون، يبقي قرار الدكتور جورج حرب بيد الحزب: "أنا جاهز لهذا الدور، لكن القرار يعود للتيار، وأيًا يكن المرشح، سأدعمه. طموحي في العمل النيابي لا أنكره؛ وهو نابع من إيماني بأننا بحاجة إلى سياسة تنموية حديثة، تبدأ من الصحة ولا تنتهي بالبنية التحتية".
ويختم: "السياسة بالنسبة لي وسيلة لخدمة الناس، وليست هدفًا بحدّ ذاته. أريد أن أكون قريبًا من أهلي، وأن أقدّم كل ما أستطيع لتنورين، والبترون، ولبنان".
في زمن تتشابك فيه السياسة بالمصالح، يبرز نموذج مختلف كالدكتور جورج حرب، حيث الرغبة في التغيير حقيقيّة، والرؤية السياسية - التنموية متكاملة.
من مهنة الطب إلى هواية الرياضة، ومن البلدة تنورين إلى القضاء البترون، تبقى بوصلته التي تهدي خطواته هي بوصلة الصدق مع الذات والآخرين...
فهل يحمل المستقبل لهذا الطبيب والناسط السياسي دورًا أكبر في رسم ملامح البترون الآتية وتمثيل الناس في واقعهم ومرتجاهم؛ وفي مقدمهم الشباب؟

المرشّح الدائم للانتخابات البلديّة في شاتين روي سليمان:
اهتمامي الوحيد هو تنمية البلدة وخدمة أهلها
روي سليمان، عضو مميّز في المجلس البلدي السابق بشاتين، ومرشّح لمركز نائب رئيسٍ في الانتخابات البلديّة الأخيرة.
شابّ نشيط وطموح وواعد، أنجز الكثير في عمله الخاصّ وفي الشأن العامّ البلدي.
فكره الإيجابي وديناميكيّته المستمرّة جعلا منه علامةً فارقةً ما بين الشباب وأهالي بلدته؛ فعوّل عليه العديد منهم لتمثيلهم وتحقيق مطالبهم الإنمائيّة في بلدةٍ غنيّةٍ بالإمكانات الطبيعيّة والبشريّة التي تنتظر من يستنهضها.
موقع "هنا البترون" استضاف روي سليمان، فكان الحوار التالي:
"س: روي سليمان. بدايةً، نودّ أن نعرف عن بداية تجربتك مع العمل البلدي، متى بدأت؟ وما كان دافعك للعمل البلدي في شاتين؟
ج: أهلًا أستاذ ربيع، أوّل مجلسٍ بلديٍّ في شاتين كان برئاسة وليد غوش، بعد ذلك كانت البلديّة الثانية - التي فازت بالتزكية - برئاسة سركيس روكز، وكنت عضواً فيها. استلمت بلديّتنا في نصف الولاية عام 2016.
وبعد الطعن ببلديّة شاتين عام 2018، أبطلته وزارة الداخليّة ودعت لانتخاباتٍ فرعيّةٍ عام 2019.
س: بعد انتخابك، ماذا كان اهتمامك الرئيسي؟
ج: كان همّي الأساسي هو التنمية، لأنّه لا يوجد محلّ في الضيعة ولا يوجد فندق، ولا محطّة بنزين تفتح سوى لساعتين أو ثلاث ساعاتٍ في النهار.
إضافةً إلى ذلك، فالضيعة ميتة في الشتاء.
س: إذًا، ما الذي عملتم عليه في هذه الشؤون؟
ج: كبلديةٍ تمكّنّا من إنجاز عدّة خطواتٍ إنمائيّة، كالتالي:
نظّمنا مداخل البلدة (وكنت مسؤولاً عن هذه المسألة).
كما وضعنا نظامًا لمنع الازدحام المروري، ففي أيّامنا كان هناك ضغط شديد (من 2016 إلى 2019).
إلى ذلك، قمنا بإنشاء مواقف سيّاراتٍ إضافيّة، وفتحنا المجال لأهل الضيعة لفتح أكشاكٍ ومحالٍّ ومطاعم حول منطقة بالوع بعتاره.
حتّى أصبح هناك من ينصبون خيامًا على الطرق للّذين يزورون البلدة ليقيموا هناك.
إذًا، صارت هناك حركة نشطة في الضيعة.
فبالإجمال، ما تمكّنّا من القيام به هو تنظيم الأمور ومساعدة أهل الضيعة على فتح هذه الأنشطة والاستفادة منها.
س: هل هناك إنجازات أخرى؟
ج: بالتأكيد، فقد أنشأنا مكتبًا ومركزًا بلديًّا في مستيتا، وجدّدنا المركز البلدي في شاتين وتمّ تجهيزه بأفضل ممّا كان؛ مع العلم أنّ البلديّة السابقة كانت مدّتها الزمنيّة قصيرة، فلم يكن لديها وقت كافٍ.
كما قمنا بتوفير شاحنةٍ لجمع النفايات، ووضعنا حاوياتٍ للنظافة، وكلّ ذلك بفضل جهود الرئيس والأعضاء.
فقد شارك الجميع (الشباب والرئيس على وجه الخصوص) في هذه النشاطات.
إلى ذلك، قدّمنا ما استطعنا من مساعدات.
وساهمنا في التشجير داخل الضيعة، وخاصّةً عند مدخلها الجنوبي في منطقة عين النّونو؛ كما تمّ تركيب أعمدة إنارةٍ لأوّل مرّة، وأنشأنا شرطةً بلديّةً وحرّاسًا ليليّين.
وبذلك، ظلّ الوضع آمنًا لأربع سنوات، بحيث لم تسجَّل أيّ سرقات. وشخصيّاً، كنتً أشرف على هذا الأمر.
س: وماذا عن بناء الجدران وتعبيد الطرق؟
ج: بالفعل، فقد تمّت إزالة العوائق أمام كنيسة الضيعة وبناء للجدران التي تحمي الأراضي الزراعيّة. لكنّنا لا نعتبر هذه إنجازات، بل هي واجبات علينا كأهل الضيعة، وهي أقلّ من الواجبات الطبيعيّة. فكان المهمّ لدينا أن نقوم بهذه الأمور من أجل سلامة الجميع.
س: لماذا صدر قرار بإبطال البلديّة، وكيف تمّ تعيين الانتخابات الجديدة؟
ج: لم يتمّ حلّ البلديّة في سنة 2018 بعد الطعن بها؛ لكنّنا دخلنا في مرحلة تصريف الأعمال؛ حتّى أعلن وزير الداخليّة عن انتخاباتٍ فرعيّةٍ على أن تكون في تشرين الأوّل من سنة 2019.
لكنّ الثورة التي انطلقت في تلك المرحلة، حتّمت إلغاء الانتخابات الفرعيّة.
س: كنتم – كفريق – مستعدّين لخوض الانتخابات الفرعيّة، كذلك الفريق الآخر، أليس كذلك؟
ج: نحن تعرّضنا للظلم، فقد كان هدفنا الوحيد هو استكمال الإنماء الذي بدأنا به وليس تحدّي أحدٍ أو احتكار التمثيل البلدي.
س: في الانتخابات البلديّة الأخيرة (أيّار 2025)، ترشّحتم؛ على أيّ أساسٍ كان ذلك؟
ج: لقد ترشّحنا لأنّ لدينا برنامج، وأنا مقتنع تمامًا به.
برنامج لخير هذه الضيعة من ناحية السياحة، والتنمية، والأعمال، والمياه.
وكما كان، بقي همّنا هو خلق سياحةٍ بيئيّةٍ مثل التنزّه والمشي في الطبيعة، أيضًا قضيّة التصنيف العقاري (zonage) الضروري والأساسي.
س: لكنّ البلديّة التي شاركتم بها، لم تنجز ملفّ التصنيف العقاري طوال سنين، لماذا؟
ج: بصراحة، كنّا نتعاون مع شركةٍ استشاريّةٍ في موضوع التصنيف العقاري، وبدأنا معهم، لكنّنا واجهنا مماطلةً غير مفهومة.
فلا يمكن أن نسمح بأن نبقي البناء على مساحةٍ صغيرةٍ جدًّا مقارنةً بالمساحة الكليّة للعقار.
نحن نريد الحفاظ على الضيعة وأهلها، وليس تهجيرهم.
ولكن، في كلّ مرّةٍ نقدّم فيها هذا الطرح، كان يأتي المستشار بمقترحاتٍ مختلفة، ثمّ يختفي لعدّة أشهر، حتّى اضطررنا في النهاية لإلغاء العقد.
س: إذًا، تشكّلت لائحتان لخوض الانتخابات الأخيرة، فلماذا انضممت إلى فريقٍ دون آخر؟
ج: ببساطة، وجدت نفسي مع الفريق الذي يضمّ مجموعةً من كلّ العائلات في شاتين، يتعاملون على قدم المساواة، ولا يفرض أحد نفسه على الآخر.
لائحة من الشباب المثقّفين بلا استفرادٍ بالرأي.
س: ترشّحت كنائبٍ لرئيس اللائحة، هل كان هدفك استكمال المشاريع السابقة؟
ج: نعم، لقد كان هدفي تحقيق ثلاثة أشياء، وقد عرضتها على زملائي في اللائحة:
أوّلًا، أردنا زيارة وزير الأشغال، الذي عُرف عنه تجاوبه مع حاجات المناطق المحرومة؛ بهدف تأهيل الطرق التي تُركت مهملةً لسنواتٍ طويلة، وخاصّةً تلك الواصلة من مفرق اللقلوق إلى مفرق شاتين.
هذا الأمر مهمّ جدًّا، لأنّنا نريد أن نصل بالسيّارة إلى المنازل دون تعبٍ أو مخاطر.
ثانيًا، موضوع التصنيف العقاري الذي تكلّمتُ عنه آنفًا.
وثالثًا، توصيل المياه، لأنّها قضيّة ملحّة جدًّا؛ إذ لدينا العديد من البرك والبحيرات في الضيعة، وهذه المياه لا يستفيد منها أهل الضيعة بشكلٍ كافٍ، بل أشخاص آخرون.
ومؤخّرًا، اكتشفنا أنّ هناك من يبيع متر المياه بأسعارٍ مرتفعة، وهذا أمر غير مقبول.
فإذا أراد أحد أن يسقي أرضه، يجب أن يكون السعر منطقيًّا وعادلًا.
وفي هذا الإطار، فتمديدات نبع الشيخ يجب إصلاحها.
كما يجب أن تفرض البلديّة تسعيرةً عادلةً للمياه، تناسب المزارعين والمستهلكين، بناءً على تقدير الإنتاج.
فالماء هو أساس الإنتاج الزراعي، وبدونه لا يمكن القيام بأيّ شيء.
س: حسنًا، خضتم الانتخابات البلديّة، لكن لم تتوفّقوا، هل قبلتم بنجاح الفريق الآخر؟ وماذا تتمنّى له؟ هل تأملون أن تتعاونوا معهم؟
ج: لم يتواصل أحد معنا للتّعاون، كما أنّنا لم نطلب من أحدٍ أن يتواصل معنا.
في الديمقراطيّة، تكون النتيجة هي الربح أو الخسارة.
وأنا أعتقد أنّه يجب تعديل قانون الانتخاب، بحيث تكون هناك لوائح مقفلة، ليختار الناس لائحةً كاملة، سواء كانت من 12 عضوًا أو من 9 أعضاء؛ ويكون الخرق صعبًا جدًّا.
س: هل أنت راضٍ بالنتيجة، وأن يكون هناك فريق واحد يتحمّل كامل المسؤوليّة؟
ج: بالتأكيد، الفريق الفائز هو الذي يتحمّل كامل المسؤوليّة عن وعوده الانتخابيّة.
نحن نتمنّى لهم التوفيق إن شاء الله، ونحن لا نهتمّ بالمقاعد، ولا نرغب في الجلوس على الكراسي.
وأنا شخصيًّا، الشأن العامّ يأخذ من وقتي وجهدي.
من الفائزين من نعرفهم، وهناك من لا نعرفهم، ولم نرَ وجوههم حتّى في الضيعة.
لكنّني أعتقد أنّ نائب الرئيس، المهندس جوزف غوش، شابّ طيّب وكفوء، نعوّل عليه آمالًا كثيرة، خصوصًا في موضوع التصنيف العقاري.
س: بالعموم، ماذا تقول عن ترشّحك في المعركة البلديّة الأخيرة؟
ج: أنا شخص واحد نزلت عن آل يونس، والرقم الذي حصلتُ عليه كان مرضيًا لي، فأهل ضيعتي وعائلتي دعموني.
أنا وهذه المجموعة، كنّا موجودين في قلب الضيعة والاستحقاق، والنتيجة كانت بفارق 13 صوتًا فقط.
13 صوتًا فرق قليل قياسًا على ـ800 صوتٍ نزل في الصندوق.
فلو قًلبت 6 أصواتٍ فقط من هنا إلى هناك، لتغيّرت النتيجة؛ ولو قُلب 20 صوتًا، لكانت اللائحة كلّها لنا.
وهنا لا بدّ من التنويه بأنّ المال الانتخابي اشتغل بقوّةٍ يومَي الجمعة والسبت، فكان له تأثير كبير إن من خلال المساعدات والخدمات والوظائف أو من خلال التهديد بالحرمان منها.
س: ما هي الكلمة الأخيرة؟
ج: أعود لأقول إنّنا لا نهتمّ بمنصب نائب الرئيس أو الرئيس أو أيّ منصبٍ آخر.
همّنا هو تنمية شاتين، وأن يكون لنا ولإخوتنا وأولادنا القدرة على العيش فيها.
أن نعيش في الضيعة، وأن يكون هناك تصنيف عقاري يمكننا من خلاله أن نعمّر الأراضي التي نمتلكها.
لا نريد أن نقيم مولات، لكن نريد بيوتًا بسيطة: غرفتَين ومطبخًا، بحيث يمكننا أن نقضي الصيف أو نزور أرضنا وأرض أجدادنا التي حافظوا عليها؛ والحفاظ على كنيستنا وتراثنا وعاداتنا.
ونتمنّى من البلديّة الجديدة أن تتجاوز كلّ الخلافات، وأن تكون لديهم خدمات وتنمية ومساعدة لجميع أهل الضيعة، سواء الذين صوّتوا أو لم يصوّتوا.
لأنّه لو كنّا فزنا، كنّا سنطوي الصفحة ونقدّم الخدمات لكلّ أهل الضيعة.
كانت هذه معركةً ديمقراطيّة، وأهلنا ناس مثقّفون وواعون، ويعملون بالقلم فقط".

في حوارٍ شاملٍ مع موقع "هنا البترون"
رئيس بلديّة شاتين وليد يونس: إنطلاق أعمال البلديّة لخدمة البلدة وأبنائها
في إطار التحرّي عمّا يمكن أن تقدّمه البلديّات من أعمالٍ تنمويّةٍ تفيد القرى والبلدات والمدن وساكنيها، نسلّط الضوء في هذه المقابلة على بلديّة شاتين المنتخبة حديثاً؛ من خلال التعرّف إلى الإنجازات التي تنوي القيام بها عبر جهود رئيسها المحامي وليد يونس وأعضائها التسعة.
"س: أستاذ وليد، في مستهلّ عهد بلديّتكم في بلدة شاتين، كان هناك برنامج انتخابيّ وعدتم به، ما الذي بدأتم بتنفيذه من هذا البرنامج؟ وما هي أولويّاتكم بحسب الإمكانات والظروف؟
ج: مرحباً. أريد أوّلاً أن أشكركم على الفرصة التي منحتموني إيّاها، وأهنّئكم على إطلاق الموقع الخاصّ بأخبار البترون، وأحيّيك على نشاطك أستاذ ربيع.
لقد وضعنا بالفعل برنامجاً انتخابياً مفصّلاً، ومن البديهي أن يطرح عليّ السؤال عمّا وصلت إليه في تنفيذ برنامجي.
لقد اعتبرت أنّ تعديل المخطّط التوجيهي لشاتين يتصدّر الأولويّات. لذلك، باشرنا- منذ اليوم الأوّل من استلامنا المهامّ البلديّة - العمل عليه؛ كلف نائب الرئيس المهندس جوزيف غوش بمتابعة مسألة المخطط التوجيهي؛ فانعقد اجتماع مع المكتب الذي كان مكلّفاً منذ حوالي عشر سنواتٍ بدرس الموضوع، وكان قد وصل إلى مراحل متقدّمة. فارتأينا أن نتابع من حيث وصل، ومن المفترض أن تُتابع الأمور فنصل إلى تصوّرٍ نهائيٍّ بهذا الخصوص خلال أسبوعَين إلى شهرٍ كحدٍّ أقصى. وبعد حصولنا على التصوّر النهائي، سنباشر التنفيذ بعد أن يمرّ على المجلس الأعلى للتنظيم المدني، وبعده، على مجلس الوزراء.
نحن مستعدّون للإسراع في كلّ هذه الخطوات، خصوصاً في المرحلة النهائيّة أي من الناحية التقنيّة، ومن حيث كيفيّة الزيادات التي ستُعتمد على الاستثمار وعلى الطوابق التي يُفضّل أن تُعتمد.
أمّا الموضوع الثاني الذي سنعمل عليه، فهو تنظيم السياحة في البلدة. وبالفعل، فقد تمّ تشكيل لجنةٍ قامت بزيارتَين إلى موقع البالوع ومواقع أخرى.
والبالوع بالذات، هو موقع جذبٍ سياحيٍّ مهمٍّ جداً، وهو الموقع الوحيد في العالم الذي يضمّ ثلاثة جسورٍ طبيعيّة. وبفضل جماله وتميّزه العالمي، يجب تركيز الحركة السياحيّة عليه، إضافةً إلى أنّه قد يدرّ – من خلال زوّاره – مداخيل للبلديّة لا يستهان بها. وعلى ذلك، فمن الواجب تنظيم كلّ ما يخصّ البالوع بشكلٍ أكبر وأدقّ.
إلى ذلك، فالاهتمام بالسياحة ومواقعها، يفتح المجال أمام أبناء البلدة لفتح مصالح تتماشى مع الحالة السياحيّة مثل المطاعم، الدكاكين، النشاطات الترفيهيّة، ترويج الصناعات الغذائيّة وغيرها. فهناك أكثر من 30 عائلةً تعيش من النشاطات حول البالوع.
إنّ هدفنا الدائم، هو الحفاظ على صورة شاتين الجميلة وتعزيزها، حتّى يتمّ الاعتراف بها كوجهةٍ سياحيّةٍ أساسيّة، بحيث يمكن للسائح أن يجد جميع وسائل الراحة والترفيه والسياحة فيها، كطرق المشي المتعدّدة التي تعبرها: طريق الجبل، طريق مار شربل، إلخ.
وفي هذا الإطار، انتدبنا أحد أعضاء المجلس البلدي للمشاركة في دوراتٍ والاضطلاع على طريقة تجهيز بيوت الضيافة، لكي نؤمّن للسائح قضاء أطول وقتٍ في البلدة.
وعليه، نتتظر تقرير اللجنة المختصّة بشأن تنظيم الحالة السياحيّة في البلدة.
إضافةً إلى المشاريع السياحيّة، نفكّر أيضاً بإحياء الحالة الثقافيّة بمساندة الدكتور نزار يونس، والأستاذة هلا يونس، التي تملك "بيتاً للتراث".
ونتطلّع إلى إقامة ملتقى لأبناء شاتين، حتّى يصبح الطفل والشابّ يطلب من أهله زيارة الضيعة وقضاء الأوقات الممتعة فيها.
واليوم، لا يوجد نادٍ ولا صالة ولا مكان تجمّعٍ في شاتين، وهذا الموضوع يجب أن يُبحث، لكي نجد آليّةً سريعةً للّقاء بين أبناء شاتين وخاصّةً لمن سنّهم بين 8 إلى 18 سنة.
س: بالعودة إلى المخطّط التوجيهي، ما هو حجم التعديل الذي تعملون عليه؟
ج: أنا لست مهندساً، لكن بحسب معرفتي، فالنسبة قد تكون بين 15-30 أو 20-40 بالمئة، والمهمّ ألّا تتحوّل أبنية البلدة إلى أبنيةٍ شاهقة.
وكما ذكرتُ في برنامجي الانتخابي، هناك مناطق نسبة الاستثمار فيها اليوم 2 بالمئة، وبعض المناطق لا يمكن إجراء إفرازٍ فيها إلّا إذا كانت مساحة الأرض 10,000 مترٍ مربّعٍ على الأقلّ.
لكن من لديه 5,000 أو 6,000 مترٍ ولديه ولدان، فلا يستطيع تقسيم الأرض بطريقةٍ عادلةٍ بين أبنائه، وهذا غير جائز.
لذلك، يجب أن يتقاسم الأبناء أراضي آبائهم، وليكن لكلٍّ منهم 1,500 أو 2,000 (على سبيل المثال) مترٍ ليبني فيها منزله.
فلا يجب أن تبقى شروط الإفراز بهذه الصرامة، ولا يجب أن تبقى نسبة الاستثمار 2 بالمئة إلّا في المناطق الحسّاسة بيئياً مثل البالوع أو محيط السدّ، حيث هناك قوانين بهذا الشأن لحماية الطبيعة.
والهدف من كلّ ذلك هو أن يستطيع ابن شاتين أن يورّث أولاده الأرض التي يملكها، لبناء منزلٍ عليها والتردّد إلى البلدة ومكافحة النزوح، ولو على مساحة 1,000 متر.
س: وماذا عن عدد الطوابق في المخطّط الجديد؟
ج: بحسب ما عرفته، يكون المنزل طابقاً واحداً مع سقفٍ مائل (شاحط)، أو طابقَين مع سقفٍ مائل. المهمّ ألّا تكون هناك أبنية. وكلّ ذلك يتمّ بحسب النسبة المحدّدة في المخطّط وبشروطٍ جماليّة.
وإنّني، كما أصرّ على تعديل المخطّط وتسهيل الإفراز ورفع نسبة الاستثمار، أصرّ كذلك على الحفاظ على الجماليّة والإطار الطبيعي للبلدة.
وبرأيي، إنّ شاتين من أجمل البلدات في العالم. وقد يبدو أنّني أتحدث بعاطفة، لكنّ هذا ما سمعته من الكثير من الزوّار من بيروت وغيرها، وقد تكرّر هذا الكلام في أكثر من مناسبة.
س: ما هو دور البلديّة في موضوع بيوت الضيافة؟
ج: نحاول أن نؤمّن للسائح الراحة القصوى وإمكانيّة التردّد إلى البلدة؛ لذلك، شاركت السيّدة - العضو في البلديّة - كارول طربيه، في ندوةٍ تعرّفت من خلالها على مجموعةٍ تُدعى "طريق الجبل"، تقوم بشقّ طرقٍ جديدةٍ تمرّ من شاتين، ربّما إلى عين شارة أو نحو الوادي، يمرّ بها الكثير من السيّاح المحليّين والأجانب.
وقد نصحنا من المتخصصين في هذا الشأن بأن تساهم البلديّة في إيجاد مواقع يقيم فيها المشاركون أو السيّاح، مثل تجهيز بيوت ضيافة. أي إنّ البلدية- في حال كانت لها أملاك - يمكن أن تُحوّلها إلى بيوت ضيافة، أو عليها توعية الناس وتشجيعهم على فتح غرفةٍ أو غرفتَين من بيوتهم لاستقبال السيّاح. كما يمكن نصب خيمٍ للغرض عينه.
ومن المهمّ أن تُؤمَّن البنية التحتيّة ليشعر السائح والزائر بالراحة، وأنّه أتى إلى ضيعةٍ نظيفةٍ وجاهزةٍ كامل الجهوزيّة.
والنقطة الثالثة التي سنعمل عليها هي المياه. فبعد استلامي البلديّة، لاحظت أنّ منطقتَي بلعا وبعتارة، وحتّى المناطق المرتفعة من شاتين، لا تصلها المياه. لذلك راجعت مدير عامّ مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، ووجدت أنّ هناك إمداداتٍ واصلةً فعلاً إلى البيوت، لكن لم تستخدم بعد، لأنّ شاتين تأخذ المياه من نبع خرحل التابع للدولة، فتصل فقط إلى المنطقة الوسطى أو المنخفضة. وبعد منطقة المطلّة، يصبح من الصعب جداً وصول المياه. وفي بلعا كذلك، لا تصل المياه أبداً إلى تحت كنيسة مار سركيس، وهناك أكثر من 70 أو 80 بيتاً في الأعلى.
وفي دراستنا لإمكانيّة حفر بئر، أبدى مدير عامّ مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان ورئيس مصلحة مياه لبنان الشمالي صعوباتٍ في تنفيذه. لذلك، سنوجّه كتاباً رسمياً إلى الوزارة عبر المصلحة لنتأكّد من مدى إمكانيّة تأمين المياه. وربّما نتمكن من إعداد ملفٍّ ودراسة جدوى، لحفر بئرٍ وتوزيع المياه على البيوت.
وحتّى لو كانت المياه غير صالحةٍ للشرب، فيمكن استخدامها أقلّه لقضاء الحاجات المنزليّة، وليس لحاجة ريّ الحدائق والمزروعات، لأنّها تُروى من مصادر أخرى.
وفي حال عجزت الدولة عن تأمين المباه، فالبلديّة- كإدارةٍ محليّة- من واجبها أن تجد وسيلةً بديلة، حتّى ولو كانت مكلفة.
وعموماً، عندما يكون الملفّ محضَّراً بشكلٍ جيّد، يمكنك إيجاد تمويلٍ له، خاصّةً إذا كان مشروعاً أساسياً، وليس كمالياً أو رفاهياً.
س: هذه المشاريع الثلاثة (المخطّط التوجيهي والسياحة والمياه)، هل بدأتم العمل عليها؟
ج: نعم، بدأنا بها. وجاءنا عرض من مكتبٍ لدراسة أماكن تواجد المياه، لإمكانيّة حفر بئر. وكما تعلم، فإنّ حفر البئر لا يتطلّب فقط وجود مياه، بل أيضاً بحاجةٍ إلى الحصول على العقار الذي سيتمّ الحفر فيه. ونحن بصدد دراسة هذا الشأن وكلّ ما يلزم. من المفترض أنّه من الآن وحتّى منتصف الصيف، سيكون لدينا تصوّر واضح لكيفيّة الحلّ. وبإذن الله سنتمكّن من حلّ بقيّة المواضيع. كلّ شيءٍ يحتاج إلى وقت.
س: أستاذ وليد، السؤال الذي يتكرّر دائماً: في ظلّ غياب المداخيل لبلديّة شاتين، كيف ستتمكّن البلديّة من الاستمرار؟
ج: هناك مداخيل من "المسقّفات"، لكنّها لا تكفي سوى لتغطية الرواتب. وهناك مداخيل أخرى من موقع البالوع، رمزيّة، لكنّها تساعد. البلديّة تغطّي مصاريفها الأساسيّة، ويجب عليها دفع إيجار المكتب في جبيل، ونحن بصدد استئجار مكتبٍ جديد. كما يجب تأمين رواتب للموظّفين، وتشغيل آليّتَين أو ثلاثاً عبر تأمين المازوت، وجمع النفايات وغيرها من الأمور.
في السابق، كانت هناك وفرة ماديّة، فبحسب علمي، رئيس البلديّة السابق المهندس وليد غوش سلّم البلديّة لخلفه المهندس سركيس روكز مع 540 مليون ليرة، أي ما يعادل 370 ألف دولارٍ في حينه. وكان يأتي هذا المبلغ من الصندوق البلدي المستقلّ. فكانت بلديّة شاتين قادرةً على إدارة نفسها، بل وأكثر من ذلك، كان يمكنها تزفيت الطرقات الداخليّة.
لكن اليوم، انعدمت المداخيل من الصندوق بسبب الأزمة الاقتصاديّة. حتّى مداخيل السياحة في البالوع أو غيره لم تعد تُقارن بما كانت عليه. والمسقّفات، التي كانت تؤمّن 200 دولارٍ عن كلّ بيت، بالكاد تُحصّل اليوم 30 أو 40 دولاراً، وهناك من لا يستطيع الدفع أصلاً.
وأنا، كرئيسٍ جديدٍ للبلديّة، لا يمكنني البدء بمعاقبة الناس، بل يجب أن أتّبع التساهل مع الناس.
وعلى الرغم من أنّ المداخيل غير كافية، إلّا أنّني أؤمن أنّه عندما نقوم بإعداد ملفٍّ بشكلٍ منظّم، يسعى إلى منفعةٍ عامّةٍ وليس لمصلحةٍ شخصيّة، كأن تؤمّن المياه لمئة منزلٍ مثلاً، فإنّ أيّ جهة، سواء من أبناء شاتين الميسورين، أو من أبناء تنورين، أو حتّى من الجمعيّات الدوليّة، ستجد المصداقيّة المطلوبة فيه. فعملنا يتركّز على الترويج لهذا الملفّ بالشكل المناسب.
وبالتالي أعتقد أنّه يمكن تأمين تمويلٍ للمشاريع الأساسيّة التي هي: المخطط التوجيهي، الذي ما زال يحتاج إلى تمويلٍ لاستكمال المعاملة، أو ملفّ المياه، أو تنظيم الحالة السياحيّة.
حتّى ولو فرضت علينا تلك المشاريع مصاريفَ إضافيّة، فنحن بحاجةٍ إلى العمل عليها بكلّ جهدٍ لتحسين الوضع.
س: هناك مشروع واعد لتوسعة وتعبيد الطريق في بعتارة، ماذا عنه؟
ج: لقد قمت بمراجعة مدير عامّ الطرق والمباني بعد أسبوعٍ من استلامي لمهامّي، وطلبت منه زيارة البلدة، وقام بمخاطبة المقاول أمامي، وأكّد له أنّ مشروع توسيع الطريق من مفرق "اللقلوق" إلى شاتين حتّى نهايتها يجب أن يتمّ بسرعة.
والمشروع أساساً هو توسيع الطريق من مفرق بعتارة لمسافة تقارب 5 أو 6 كيلومترات، حتّى يصل إلى مار سركيس.
نكتفي حالياً بأن يصل إلى مار سركيس، لأنّه من هناك فصاعداً، لا مشكلة في الطريق إلّا أنّه يحتاج فقط إلى تزفيت.
وأكّد مدير عامّ الطرق والمباني أنّ العمل سيبدأ خلال أسبوعِ إلى ثلاثة أسابيع كحدٍّ أقصى.
كما أرسلت الوزارة مهندسةً واكبتها البلديّة، لمعاينة المفارق التي تؤدّي إلى البالوع أو إلى مناطق يسكنها 30 إلى 40 بيتاً، والتي لم تُزفّت منذ أكثر من عشر سنوات. صحيح أنّها مفارق داخليّة، لكنّها ضروريّة.
وبمسعىً من المدير العامّ الدكتور غابي الحجّ، ومن خلال المقاول، وبدعمٍ من إمكانيّات البلديّة، سيتمّ تزفيت الطرقات بإذن الله، بعد غيابٍ دام لأكثر من عشر سنوات.
وأعتقد أنّه خلال شهرٍ كحدٍّ أقصى، ستكون عدّة مشاريع قيد التنفيذ.
س: ماذا تعملون في ما خصّ نبع المغراق؟
ج: قمنا بالكشف على نبع المغراق الذي يروي الكثير من الأراضي، وتبيّن أنّ "القسطل" (الأنبوب) مهترئ تماماً.
ونحن نحاول الآن سدّ الفجوات حتّى نعود للعمل مع الوزارة في نهاية الصيف؛ ولاحقاً، يجب استبدال الأنبوب بالكامل، وهذا مشروع بحاجةٍ لإمكانيّات دولة، وليس بمقدور البلديّة وحدها تنفيذه. لا أعلم أيّ جهةٍ ستتولّى الموضوع، الوزارة أو المصلحة، لكنّ المشروع كبير وتكاليفه تتجاوز 30 أو 40 ألف دولار، وربّما 50 ألفاً، نظراً لطول وعرض الأنبوب وشروطه الخاصّة.
إنّ كيفيّة إصلاح الوضع في منطقة نبع المغراق قيد الدراسة، لما له من فائدةٍ عامّةٍ تعود بالنفع على الكثير من الأراضي الزراعيّة.
هذه هي المشاريع الملحّة حالياً.
س: سؤال إضافي: الآن سيكون هناك مركز في جبيل ومركز في شاتين للبلديّة، أليس كذلك؟
ج: نعم، فرئيس البلديّة السابق المهندس سركيس روكز أبلغنا بأنّه يحتاج إلى المركز في جبيل. ولذلك بحثنا عن مكانٍ بديل ووجدناه. من المفترض أن نوقّع عقد الإيجار خلال أسبوع، وسيتطلّب شهراً أو شهرَين للتجهيز. وسيكون في نفس المبنى الذي كان فيه المركز القديم.
إنّ القانون ينصّ على أنّ اجتماعات المجلس البلدي يجب أن تُعقد ضمن نطاق البلديّة، لكن عندما تكون هناك بلدة غير مأهولةٍ لمدّة خمسة أو ستّة أشهر، يمكن أن يكون هناك مركز بلديّ في مكانٍ آخر. وإنّ نسبةً كبيرةً من أهالي شاتين، تسكن في جبيل.
في شاتين، هناك مركز سابق كانت البلديّة قد استأجرته من الوقف بجانب كنيسة مار سركيس الجديدة، بين الجديدة والقديمة. من المفترض أن يستعمل للدّوام الصيفي أيضاً.
وفي إطار تسهيل شؤون العمل الإداري البلدي، كنّا قد تطرّقنا أيضاً إلى الرقمنة والتحديث. وتمّ تكليف الأستاذ جوزيف بطرس بوضع برنامجٍ لرقمنة البلدية، حتّى تكون لدى جميع أبناء البلدة إمكانيّة الاطّلاع على ما يحصل. نحاول إيجاد طريقة، ولا أعلم الكيفيّة حتّى الآن لأنّني لست خبيراً تقنياً. لكن، إذا كانت هناك إمكانيّة لدفع الرسوم من قبل أبناء البلدة عبر مراكز تحويل الأموال أو عبر الإنترنت، فسيكون ذلك رائعاً.
س: ماذا لاحظتم في هذه المدّة الوجيزة من تسلّمكم مهامّكم؟
ج: نتيجة المعاملات التي وصلتني حتّى اليوم، تبيّن لي أنّ أهالي شاتين نشيطون، ويرغبون في الترميم أو البناء. فهناك حركة حيويّة في البلدة، ويجب تنظيمها وسدّ الثغرات الموجودة، خصوصاً أنّ البلديّة كانت في السنوات الخمس أو الستّ الأخيرة تُدار بشكلٍ مشترك، أي من دون مسؤوليّةٍ مباشرةٍ من أبناء البلدة.
في إطارٍ آخر، إنّ معاملات الأهالي الشخصيّة وأمورهم الضروريّة تُلبّى جميعها، ولم تتوقّف أيّ معاملةٍ حتّى اليوم.
س: تركّزون كثيراً على القطاع الزراعي في شاتين، ماذا عنه؟
ج: أعتقد أنّ القطاع الزراعي في شاتين يجب أن يُنظّم ويُعزَّز أكثر فأكثر. وعلى البلديّة لعب دورٍ في هذا المجال، الأمر الذي غاب عنها في السابق. فعلينا تأمين الموادّ بأسعارٍ مناسبةٍ جداً، من خلال جهود البلديّة وتعاونها مع المؤسّسات الدوليّة.
ويجب أيضاً تأمين التسويق، كي لا تبقى الأسعار تحت سيطرة التجّار كما هو الحال دائماً. صحيح أنّ المهمّة صعبة جداً، لأنّه لا توجد أيّ قريةٍ قادرةً على السيطرة على التجّار، ولكن بوجود الإدارة والإرادة الجديّة والمتابعة، يمكن تحقيق نتيجة؛ خاصّةً أنّه لدينا منتجات في شاتين من الأجود عالمياً: فالمناخ رائع في البلدة يتراوح بين 1450 متراً و1800 متر، وتفّاحة شاتين مثلاً من النادر أن تجد مثلها، وكذلك الكرز، وحتّى الفواكه الأخرى كالإجاص، والخضروات، التي إذا توفّر لها المياه والتسويق، ستزدهر.
س: وماذا عن إنارة الطرقات؟
ج: لقد قمنا فعلاً بصيانةٍ كاملةٍ لإنارة الطرقات، وأصبحت طرقات شاتين مضاءةً ليلاً.
في السابق، كانت معظم أضواء الإنارة محروقةً مقابل واحدةٍ تعمل، واليوم نرى خلاف ذلك تماماً. ونحن نتابع الموضوع ونعمل على إصلاح ما هو معطّل من إنارةٍ على الفور، بالرغم من أنّ الأسعار مرتفعة والبلديّة لا تستطيع تأمين ما يلزم لوحدها، خصوصاً تأمين مصابيح الفلوريسون الكبيرة.
ويبقى أن أضيف بأنّنا نطمح في الانتقال إلى الإنارة عبر الطاقة الشمسيّة، مع ارتفاع كلفة الكهرباء.
س: وهل هناك طاقة شمسيّة حالياً؟
ج: نعم، هناك مصابيح طاقةٍ على الطريق من مفرق شاتين باتّجاه عين النّونو، وما بعد هذه المنطقة تتمّ الإنارة بواسطة الفلوريسون.
س: هل هناك مشروع لتأمين مولّدٍ كهربائيٍّ للضيعة؟
ج: إنّ هذا الأمر صعب جدّاً، لأنّ منازل شاتين متباعدة عن بعضها البعض. فبين أوّل بيتٍ وآخر بيتٍ هناك مسافة 6 أو 7 كيلومترات، وقد تصل المسافة بين بيتٍ وآخر إلى 200 أو 300 متر.
إضافةً إلى أنّ أغلب الأهالي باتوا يعتمدون على الطاقة الشمسيّة أو مولّداتٍ خاصّةٍ صغيرة.
س: موضوع السدّ المتوقّف يشغل الشاتينيّين، بماذا تعدونهم؟
ج: حاليّاً، نترقّب زيارةً لوزير الطاقة، وسنبحث معه في موضوع السدّ الذي توقّف العمل فيه.
ففي حال تأكّدنا من أنّ المشروع لن يُستأنف، نريد المطالبة بتأجير المكان أو استخدامه بطريقةٍ مناسبة. فلا يمكن ترك هذه "الجورة" تشوّه المنظر وسط الضيعة وتتسبّب بالأضرار؛ بعد أن كانت الشاحنات التي نقلت مئات الأطنان من الصخور، قد دمّرت 90 بالمئة من طرقات البلدة، وفي النهاية لم يُنجَز السدّ، لأنّ الأرض لا تحتفظ بالمياه.
وإذا كانت الوزارة غير قادرةٍ على استكمال السدّ، فهناك العديد من المشاريع البديلة التي يمكن تنفيذها في هذا الموقع، مثل إقامة مدرّجاتٍ سياحيّة، أو مضمار كارتينغ، كما هو الحال في عيون السيمان وفقرا وغيرهما.
ويمكننا إحاطة المكان بأعمدةٍ تعمل على الطاقة الشمسيّة.
المهمّ دراسة الموضوع مع أصحاب الاختصاص، وعدم ترك الموقع مهملاً كما هو الآن.
وفي الحقيقة، عندما تمّ البدء بمشروع السدّ، تعرّض الأهالي للضّرر نتيجة الصخور والردميّات والأعمال التي أُنجزت. ولكنّهم تحمّلوا الأمر إذ وُعدوا بإنشاء سدٍّ أو بحيرةٍ تحفظ المياه وتكون نقطة جذبٍ سياحي، لكنّ ما حصل أنّهم تُركوا مع حفرةٍ سبّبت لهم أضراراً جسيمة، ودون أيّ أفقٍ واضحٍ لإنجاز المشروع.
بالإضافة إلى أنّنا- قبل أن نتحمّل نحن كبلديّةٍ كلفة تأمين المياه أو حفر الآبار- نريد أن نعرف ما إذا كانت الوزارة قادرةً على المساعدة في بلعا- ولو بنسبةٍ أقلّ- كما فعلت مع مشروع بئر خرحل؛ لأنّه فعلياً، نحن لدينا حوالي 200 منزل، وقرابة 100 منها لا تصله سوى نصف كميّة المياه المستحقّة، بالرغم من أنّهم جميعاً يدفعون الرسوم لمصلحة مياه الدولة.
لكلّ ذلك، ننتظر اللقاء بوزير الطاقة لدرس هذه المواضيع كافّةً والتحرّك وفقاً للمعطيات.
س: وماذا عن الأعضاء؟ هل هناك حماس في المجلس؟
ج: بالتأكيد هناك حماس كبير، فكلّ أعضاء المجلس البلدي متحمّسون للعمل، وقد أجرينا حتّى الآن حوالي 3 اجتماعات، بمعدّل اجتماعٍ كلّ أسبوعَين. وللانطلاق بمهامّ التكليف، أجرينا اجتماعَين خلال 10 أيّام.
أودّ بالمناسبة أن أُشيد بأعضاء المجلس، فهم يمتلكون الحماسة، والخبرة، والكفاءة، والموضوعيّة. ولا أحد منهم أظهر أيّ تحيّزٍ أو تأثّرٍ سلبيٍّ من نتائج الانتخابات.
س: وهل شُكّلت اللجان؟
ج: نعم، شُكّلت اللجان، ونحن حالياً نعمل على استكمال الآليّات التنظيميّة والإداريّة.
وما زلنا ننتظر وصول الختم الرسمي للبلديّة حتّى نتمكّن من استعمال الأموال المودعة في مصرف لبنان باسم البلديّة.
إن البيروقراطيّة ما زالت تعيق بعض الإجراءات، فهناك أوراق لم تصل بعد، وهناك أوراق وصلتنا وبدأنا العمل عليها. لكنّنا انطلقنا فعلياً، والعمل جارٍ.
وفي الختام أقول بصراحة: إذا لم يتمكّن هذا المجلس من خدمة شاتين، فسوف يُصبح الأمل ضعيفاً بإقامة مؤسّسةٍ بلديّةٍ فاعلة. لكنّني متفائل، لأنّ في البلديّة أصحاب اختصاصٍ وذوو رغبةٍ حقيقيّةٍ في العمل".